مراثٍ نثرَ
الأصدقاءُ ورْدَها على قبرِ رياض
(مقاطع)
...هكذا، ببساطة
تامَّة، يرحل شاعر كرياض الصالح الحسين في الحادي و العشرين من تشرين
الثاني 1982
...هكذا، ببساطة
تامَّة، يموت رياض "الوعل الجميل" -كما سمَّاه فارس زرزور- دون أن تتوقَّف
الأغنية
،أربعة دواوين
شعريَّة غير عاديَّة يتركها شاب في الثامنة و العشرين من عمره
،لتكون علامة
فارقة ليس في الشعر السوري الحديث وحده
.بل في الشعر
العربي الحديث عامَّةً
...ثمَّ دون أن
يحزم الحقائب
...دون أن يقول
لأنثاه: وداعًا
!يرحل
...إنَّها
المفاجآت المريرة التي تتجاوز حنظل الفجيعة
علي قبُّور
"شاعر مدهش... و
موت مفجع"
.يخرج الشاعر من
قبو ضيِّق...
.يستعير تابوتًا
.يستعير سيَّارة
الهلال الأحمر الفلسطيني
.و يبدأ طريقه في
صباح أغبش
.يتوقَّف على باب
المدينة
.يتوقَّف في
الطريق
.ثمَّ يركض
.فنتساءل: لماذا
يسير مستعجلاً و لا درب بعد المحطَّة الأخيرة؟
.كي يزيدك شكًّا
في الموت
.فتكاد تؤمن
بأنَّهُ يتمشَّى و كتبه تحت إبطه
.و تكاد تؤمن
بأنَّك ستصادفه مرَّة في الطريق
د. ناديا خوست
"موت شاعر"
.و سار الموكب
حافلاً بالتصاوير و الألوان و الأشعار...
.و لم يسقط جرم
سماويّ
.و لم تهتزّ
الأرض معلنة موت كلمة، موت شاعر شاب
،أقول لك ايُّها
الصديق -
.لقد حدث ما هو
أعظم من هذا بكثير
،فعلم فلسطيني
-إلى جانب عشرين
صعلوكًا -أيّ كاتبًا و شاعرًا
.يشهِّيان الموت
أكثر
قمر الزمان علّوش
"بعض السلام لقمر
مكسور"
،ليس ثمَّة ما هو
أقسى من رثاء الأصدقاء إلاَّ فقدانهم...
.فعندما يموت
صديق عزيز يأخذ حياته معه و يترك لنا موته
...
،و ليس هنالك ما
هو أمرّ من أن يدرك المرء، متأخِّرًا
،و هو يواجه
البقع المتصحِّرة التي يخلِّفها غياب الأصدقاء في حياته
،أنَّ نقطة واحدة
من الوقت الذي أهدره
رُبَّما كانت
كافية لانقاذ صداقة تظلِّل القلب
."و تخفّف عنه
وقع سياط ذلك "الأسف الدفين
حسن م. يوسف
"ظل تفيّأناه"
."قرأنا ديوانك
الأخير "وعل في الغابة" و لكم دُهشنا بقصائدك "عن الموتى...
،إنَّها الإنذار
المبكر للرحيل، شيء من مشاركة هؤلاء الأصدقاء مشاعرهم و غربتهم و حزنهم
الدفين
:و لكأنَّك تقول
لنا
،أذكروني، فأنا
ما زلت أعيش
،أعشق و أتألَّم
و اركض خلف الفراشات
.أقرأ و أكتب و
أحلم بفضاء فسيح و سماء ناصعة
نذير جعفر
"رياض الصالح،
أيُّها اليمام الأليف"
أتساءل، يا أخي
الراحل، ما الذي يجعلني أشتاق للبكاء المُرّ كُلَّما أمسكت بديوان لك؟...
ما الذي يجعلني
أشتاق لأن أجمع كل دموعي و أصبَّها على صفحاته؟
...
.كم مرَّة أضعتك
فيها، يا رياض، و بحثت عنك فوجدتك
،أمَّا الآن و قد
أضعتك إلى الأبد
،فسامحني يا صاحب
دكَّان الحبّ و الفرح
...إن أمضيت العمر
أبكيك بحسرة
حسين الصالح
"رياض الصالح... يا
صاحب دكَّان الحبّ"
،العاملُ و الفلاَّح
،القطُّ مع الأطفال
، الشعر مع الكلمات
:الموتى و البحر الغاضب
!أين رياض؟
،أين راح صديق النجم
،و كيف سنكتب شعرًا
!نرسم عصفورًا؟
!هل حقًّا غاب رفيق طفولتنا؟
علي كتخدا
"من قصيدة بعنوان
"رياض الصالح الحسن |